يواجه الكثير من الطلاب شعورًا بالإحباط عند دراسة اللغة الإنجليزية، رغم أهميتها الكبيرة في الدراسة والعمل والحياة اليومية. ويرجع هذا الإحباط غالبًا إلى مجموعة من العوامل المتراكمة التي تؤثر على دافعية الطالب وثقته بنفسه. في هذه المدوّنة نستعرض أبرز أسباب الإحباط، مع توضيحها بشكل مبسّط يساعد المعلم والطالب على فهم المشكلة والتعامل معها.
يُعدّ تعلّم اللغة الإنجليزية خطوة أساسية في مسيرة الطالب الأكاديمية والمهنية، خاصة في عالم اليوم الذي أصبحت فيه اللغة أداة للتواصل والانفتاح على العلوم والمعرفة. ومع ذلك، يمرّ كثير من الطلاب بتجارب مليئة بالتحدي قد تقودهم إلى الشعور بالإحباط وربما فقدان الرغبة في الاستمرار. هذا الإحباط لا يظهر فجأة، بل ينشأ نتيجة مجموعة من العوامل المرتبطة بالبيئة التعليمية وطريقة التدريس وتجارب الطالب الشخصية. في هذه المدوّنة سنحاول تحليل هذه الأسباب بعمق، وتقديم صورة واضحة تساعد الطلاب والمعلمين على فهم المشكلة والبحث عن حلول فعّالة للتغلب عليها.

اذ لابد من معرفة الاسباب التي تتعلق بشعور الاحباط حتى نستطيع تجاوزها وخلق الحلول الاملائمه تبعا لنوع المشكله
. ضعف الأساسيات اللغوية لدى الطالب
يواجه الكثير من الطلاب صعوبات كبيرة لأنهم لم يحصلوا على أساس متين في اللغة الإنجليزية خلال مراحلهم الدراسية الأولى. فعندما ينتقل الطالب إلى مستويات أعلى دون إتقان أبجديات اللغة، مثل المفردات الأساسية وقواعد الجملة البسيطة، يصبح أي درس جديد بمثابة عبء إضافي عليه. ومع تراكم الدروس والمعلومات الجديدة يشعر الطالب أنه يواجه جبلًا من التحديات، فيبدأ الإحباط بالتسلل إلى نفسه. كما أن ضعف الأساسيات يجعل الطالب يعتمد على الحفظ بدل الفهم، مما يسبب نسيانًا سريعًا وعدم قدرة على التطبيق.
2. الخوف المستمر من ارتكاب الأخطاء
من أكبر أسباب الإحباط لدى الطلاب هو خوفهم من الوقوع في الخطأ أثناء التحدث أو الكتابة. يشعر الطالب أنه تحت المجهر، وأن أي خطأ صغير سيعرضه للإحراج أمام زملائه أو معلمه. هذا الشعور يجعل الكثير منهم يتجنبون المشاركة في الدرس أو التحدث باللغة، رغم أهمية التطبيق في اكتساب المهارة. ومع مرور الوقت يترسخ لدى الطالب انطباع بأنه غير قادر على التحدث بطلاقة، فيفقد ثقته بنفسه، ويبدأ الشعور بالإحباط يزداد.
3. اعتماد طرق تدريس تقليدية غير محفّزة
لا تزال بعض المؤسسات التعليمية تعتمد طرقًا تقليدية تركز على حفظ الكلمات الطويلة وتكرار القواعد دون تطبيق واقعي. هذا الأسلوب يجعل الطالب يشعر بأن اللغة مادة دراسية ثقيلة وليست مهارة حياتية ممتعة. على سبيل المثال، التركيز على الامتحانات فقط يحدّ من إبداع الطالب ويحرمه من ممارسة اللغة بشكل طبيعي. بينما يحتاج الطالب إلى أنشطة تفاعلية، ألعاب لغوية، نقاشات قصيرة، وعروض عملية تساعده على استخدام اللغة بمرونة وتجعله يتعلّم دون أن يشعر بالضغط.
4. غياب البيئة المناسبة لممارسة اللغة
تعلّم اللغة الإنجليزية لا يعتمد على الحصص الدراسية وحدها، بل يحتاج إلى بيئة تُمكّن الطالب من استخدامها في مواقف متنوعة. وعندما يعيش الطالب في بيئة لا يُستخدم فيها الإنجليزية إلا داخل الصف، فإنه يجد صعوبة في التطبيق العملي. كما أن قلة المحتوى الموجّه للمستوى الابتدائي أو المتوسط تجعل الطالب يشعر بأن اللغة غير موجودة في حياته اليومية، فيفقد ارتباطه بها تدريجيًا. ومع غياب الممارسة المستمرة، يصبح الطالب غير قادر على ملاحظة أي تقدّم، مما يعزز الإحباط لديه.
5. المقارنة المستمرة بين الطالب وزملائه
تقع المقارنة في صميم مشاعر الإحباط، إذ ينظر الكثير من الطلاب إلى زملائهم الذين يتقدمون بسرعة أكبر أو يتحدثون بطلاقة، فيبدأون برؤية أنفسهم كأنهم أقل قدرة أو أبطأ تعلّمًا. هذه المقارنات غير العادلة تجعلهم ينسون أن لكل طالب قدرته ووتيرته الخاصة. ومع تكرار الفكرة يشعر الطالب بأن الجهد الذي يبذله غير كافٍ، وأنه مهما حاول فلن يصل إلى مستوى الآخرين، وهو ما يؤثر سلبًا على دافعيته وثقته بنفسه.
6. الإحساس بأن قواعد اللغة معقدة وكثيرة
تُعرف اللغة الإنجليزية بتنوع قواعدها وكثرة استثناءاتها، الأمر الذي يجعل بعض الطلاب يشعرون بأنها لغة صعبة بطبيعتها. ولكن المشكلة غالبًا لا تكمن في القواعد نفسها، بل في طريقة تقديمها. عندما تُشرح القواعد بطريقة نظرية مجردة، دون أمثلة واضحة أو تطبيقات عملية، يشعر الطالب بالارتباك ويواجه صعوبة في استخدامها في سياق حقيقي. ومع الزمن يتحول هذا الارتباك إلى إحباط، خاصة إذا كان الطالب يواجه اختبارات تعتمد بشكل كبير على فهم القواعد.
7. ضعف مهارات الاستماع لدى الطالب
مهارة الاستماع تُعدّ من أصعب المهارات بالنسبة للطلاب، خصوصًا عندما يواجهون لهجات مختلفة أو سرعة كلام عالية. عندما يستمع الطالب لمقطع ولا يفهم سوى كلمات قليلة، يبدأ يشكّ في قدرته على التعلّم. هذا الشعور يتكرر في المحادثات، الفيديوهات، وحتى في الدروس، مما يجعل الطالب يشعر بأن اللغة “أكبر من مستواه”. هذا الضعف، مع غياب التدريب التدريجي على الاستماع، يخلق فجوة كبيرة بين الطالب وبين اللغة، ما يؤدي بدوره إلى الإحباط.
.

🔹 الحلول المقترحة لتقليل إحباط الطالب
هناك عدة طرق يمكن أن تساعد الطلاب على تخطي الإحباط عند دراسة اللغة الإنجليزية، منها:
1. تعزيز الأساسيات اللغوية:
من المهم أن يبدأ الطالب بتقوية مفرداته وقواعده الأساسية قبل الانتقال إلى مستويات أعلى. يمكن استخدام بطاقات الكلمات، تطبيقات تعليمية، وتمارين تفاعلية لتعزيز الحفظ والفهم في الوقت نفسه.
2. تشجيع الطالب على التحدث والخطأ:
يجب على المعلمين خلق بيئة آمنة تشجع الطلاب على التحدث حتى لو ارتكبوا أخطاء. فالخطأ جزء طبيعي من التعلم، والممارسة المستمرة تبني الثقة والقدرة على التعبير بطلاقة.
3. استخدام طرق تعليمية تفاعلية:
الابتعاد عن الحفظ الصرف والتركيز على الأنشطة العملية مثل المحادثات، الألعاب اللغوية، والمشاريع القصيرة يجعل التعلم ممتعًا ويزيد دافعية الطالب.
4. توفير بيئة ممارسة للغة:
يمكن للطالب الاستفادة من مشاهدة الأفلام أو الفيديوهات الإنجليزية، الاستماع إلى الأغاني، والانضمام إلى مجموعات نقاش عبر الإنترنت لتطبيق اللغة في سياقات واقعية.
5. تقليل المقارنة مع الآخرين:
على الطالب التركيز على تقدمه الشخصي، ومقارنة مستواه مع نفسه فقط. يمكن للمعلم تتبع تقدم الطالب وتشجيعه على الإنجازات الصغيرة، مما يرفع الروح المعنوية ويقلل الإحباط.
6. تبسيط القواعد اللغوية:
شرح القواعد من خلال أمثلة واضحة وتمارين تطبيقية يساعد الطالب على فهمها واستخدامها بسهولة، بدلًا من الاكتفاء بالشرح النظري المعقد.
7. تدريبات مستمرة على مهارات الاستماع:
الاستماع اليومي لمحتوى يناسب مستوى الطالب، تدريجياً من كلمات بسيطة إلى جمل أطول وفهم سياقات مختلفة، يعزز قدرته على الفهم ويقلل من شعور العجز.

إنّ إحباط الطالب أثناء تعلم اللغة الإنجليزية ليس دليلًا على ضعف قدرته أو عدم استعداده للتعلّم، بل هو نتيجة طبيعية لعوامل متعددة يمكن التغلب عليها. وعندما يتم التعامل مع هذه العوامل بوعي، يستطيع الطالب أن يستعيد ثقته ويحوّل تجربة التعلّم إلى رحلة ممتعة وملهمة. كما أن دور المعلم مهم جدًا في إعادة بناء الثقة وتحفيز الطالب وتشجيعه على التدرّج والممارسة. ومع توفير بيئة تعليمية مناسبة، وطرق تدريس تفاعلية، ودعم نفسي مستمر—يمكن للطالب أن ينطلق بثبات نحو إتقان اللغة، مهما كانت بدايته متواضعة.
.
🔹 المصادر والمراجع
مقالات تربوية حول دافعية التعلم – مجلة التعليم الحديثة.
دراسات تأثير البيئة التعليمية على تحصيل الطلاب – Arab Journal of Education.
أبحاث حول طرق تدريس اللغة الإنجليزية – TESOL International Association.
مواقع تعليمية معتمدة:
British Council
Cambridge English
TeachThought

أحدث التعليقات